
التعامل مع مرض الكلى المزمن يمكن أن يكون تحدياً كبيراً. واحدة من أهم القرارات هي تحديد أفضل وقت لبدء الغسيل الكلوي. هذا القرار يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك صحتك العامة، وظيفة الكلى، وتفضيلاتك الشخصية. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض هذه العوامل لنساعدك في اتخاذ قرار مستنير حول علاج الغسيل الكلوي الخاص بك.
مرض الكلى المزمن هو حالة تقدمية حيث تفقد الكلى تدريجياً قدرتها على تصفية الفضلات والسوائل الزائدة من الدم. عندما يتطور المرض إلى المرحلة النهائية من الفشل الكلوي ، يصبح الغسيل الكلوي ضرورياً. الغسيل الكلوي هو علاج يحاكي وظيفة الكلى السليمة، حيث يزيل الفضلات والسوائل الزائدة من الدم.
هناك نوعان رئيسيان من الغسيل الكلوي:
- الغسيل الدموي : يتضمن تدوير دم المريض عبر جهاز يصفّي الفضلات والسوائل الزائدة. يتم عادة ثلاث مرات في الأسبوع في مركز الغسيل الكلوي.
- الغسيل البريتوني : يستخدم هذا النوع بطانة البطن (البريتون) كفلتر طبيعي. يتم ضخ محلول تنقية في البطن، حيث يمتص الفضلات والسوائل الزائدة، ثم يُصرّف المحلول. يمكن إجراء هذا العلاج في المنزل، وغالباً يومياً أو ليلاً.
الأعراض التي تشير إلى الحاجة للغسيل الكلوي
قرار بدء الغسيل الكلوي لا يعتمد فقط على معدل ارتشاح الكلى و الأعراض تلعب دورًا مهمًا أيضاً. عندما تتراجع وظيفة الكلى، تتراكم الفضلات في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض. تشمل هذه الأعراض:
- التعب والضعف
- الغثيان أو القيء
- فقدان الشهية
- تورم في اليدين أو القدمين
- ضيق التنفس
- الحكة المستمرة
- التشوش الذهني
- صعوبة في النوم
تذكر أن كل شخص يختلف عن الآخر، فقد لا يعاني الجميع من هذه الأعراض. بعض الأشخاص قد يبدأون الغسيل الكلوي قبل ظهور الأعراض بناءً على معدل GFR وعوامل صحية أخرى.
سؤال متى يجب بدء الغسيل الكلوي هو موضوع نقاش مستمر بين الأطباء. البعض يؤيد البدء المبكر، بينما يفضل آخرون اتباع نهج محافظ. هذا القرار معقد ويعتمد على عدة عوامل.
البدء المبكر عند وصول وظائف الكلى إلى حوالي 10-15% من مستواها الطبيعي يُعتقد أنه يساعد في تحسين جودة الحياة من خلال تخفيف الأعراض مثل التعب والغثيان وتراكم السوائل. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن البدء المبكر قد لا يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة وقد يؤدي إلى مضاعفات.
من جهة أخرى، قد يقلل البدء في الوقت المناسب من العلاج غير الضروري، حيث يتم البدء عند تفاقم الأعراض أو عند وجود ضرورة قصوى وفقاً لنتائج التحاليل.
وتيرة الغسيل الكلوي ومدة الجلسات: ما الذي يمكن توقعه؟ هل يستمر غسيل الكلى مدى الحياة؟


عادة، يمكن لمرضى الغسيل الدموي توقع:
- الوتيرة: يتم إجراء الغسيل الدموي ثلاث مرات في الأسبوع.
- المدة: تستغرق كل جلسة عادةً ما بين 3 إلى 5 ساعات.
أما بالنسبة لأولئك الذين يختارون الغسيل البريتوني، فإن الجدول الزمني قد يكون أكثر مرونة. يتم عادة يومياً، لكن المدة قد تختلف.
التحضير للغسيل الكلوي: النظام الغذائي، الأدوية، وصلة الناسور الشريانى الوريدى
التحضير لغسيل الكلى يتطلب أكثر من مجرد تحديد موعد الجلسة الأولى. إنه عملية شاملة تشمل تغييرات في النظام الغذائي، إدارة الأدوية، والتحضيرلاجراء وصلة الناسور الشريانى الوريدى
الخطوات الرئيسية في التحضير تشمل:
- التغييرات الغذائية:غالباً ما يُوصى باتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور.
- -الأدوية: قد تحتاج بعض الأدوية إلى تعديل أو إيقاف قبل بدء الغسيل.
- وصلة الناسور الشريانى الوريدى :بالنسبة للغسيل الدموي، يجب إنشاء وصلة الناسور الشريانى الوريدى مسبقًا من خلال إجراء
أسلوب حياتك، و متطلباتك، وأهداف العلاج مع فريقك الطبي لضمان توافق خطة الغسيل الكلوي مع احتياجاتك وتوقعاتك.
تحديد أفضل وقت لبدء الغسيل الكلوي هو عملية معقدة. يعتمد الأمر على فهم حالتك الصحية، مراعاة أسلوب حياتك، واتخاذ قرارات مستنيرة
مستنيرة. تذكر أنك لست وحدك في هذه الرحلة؛ فريق الرعاية الصحية الخاص بك موجود لدعمك في كل خطوة
المراجع:
- . المؤسسة الوطنية للكلى. (د.ت.). [أفضل 10 نصائح لمرضى الغسيل الكلوي]https://www.kidney.org/news-stories/top-10-tips-dialysis-patients).
- المؤسسة الوطنية للكلى. (د.ت.). [فهم الغسيل الكلوي: خيارات العلاج والتغييرات فيhttps://www.kidney.org/news-stories/demystifying-dialysis-understanding-treatment-options-and-life-changes).


بقلم ا لدكتور ياسر محمود فريد
استاذ الطب الباطني – أمراض الكلى