كيف تساعد التغذية في تقليل حرقة البول لدى مرضى الكلى المزمنة؟

مرض الكلى المزمن (CKD) هو حالة طويلة الأمد يحدث فيها تراجع تدريجي في وظيفة الكلى، ويؤثر على أكثر من 10% من السكان حول العالم. غالبًا ما يعاني مرضى الكلى المزمنة من انزعاج أو أعراض بولية مثل: التبول الليلي (الاستيقاظ ليلاً للتبول) قلة كمية البول وجود دم في البول (البيلة الدموية) البول الرغوي (يشير إلى وجود بروتين في البول) حرقة أو ألم أثناء التبول (عُسر التبول) زيادة عدد مرات التبول الإلحاح البولي

🔎 ما هو عسر التبول؟ هو الشعور بحرقة أو ألم أثناء التبول. في حالات CKD، لا يُعد عسر التبول عرضًا مباشرًا للمرض، لكنه قد يحدث بسبب عوامل ثانوية مثل: العدوى البولية تهيّج ناتج عن تراكم الفضلات تركيز البول أو خلل في توازن الأملاح (الإلكتروليتات) علاج عسر التبول الناتج عن العدوى يتطلب مضادات حيوية تُضبط جرعتها حسب حالة الكلى. أما العسر غير الناتج عن عدوى، فيُعالج من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي، الترطيب، وبعض الأدوية. يجب دائمًا تحديد السبب الأساسي ومعالجته.

بعض العوامل المرضية الفسيولوجية التي تسهم في عسر التبول لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن تشمل:

 

الجفاف وتركيز البول: بسبب استخدام المدرات أو قلة شرب السوائل، ما يؤدي لزيادة تركيز البول وتهيّج جدار المثانة.

ضعف المناعة وازدياد فرص العدوى: بسبب تراكم السموم، ما يزيد من خطر التهابات المسالك البولية (UTIs)، وهي من أكثر مسببات حرقة البول في هذه الفئة.

تكوّن البلورات أو الحصى (أوكسالات، حمض اليوريك): تخلخل إفراز هذه المواد في البول قد يؤدي لتكوّن حصى تسبب تهيجًا.

الأدوية: مثل المدرات قد تغيّر تركيبة البول وتسبب تهيجًا للمثانة، وإن لم يثبت ذلك بشكل قاطع.

تغيّر حموضة البول (pH): ما يزيد من خطر تكوّن الحصى وحرقة البول.

 

كيف يمكن أن تساعد التغذية؟ 

رغم أنه لا يوجد دليل على أن النظام الغذائي وحده يعالج حرقة البول، إلا أن بعض التوصيات الغذائية قد تخفف الأعراض تبعًا للسبب، مثل العدوى، الحصى، أو تأثير الأدوية. 🛑 أطعمة ومشروبات قد تُهيج المثانة ويُفضل الحد منها:

ينصح بالحد من : 

  • المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين
  • المحليات الصناعية (مثل المستخدمة في العلكة والحلويات)
  • الأطعمة الحمضية (مثل الطماطم والحمضيات)
  • الأطعمة الغنية بالأوكسالات (مثل السبانخ، المكسرات، البنجر) – قد تزيد خطر الحصى - الأطعمة الحارّة (الفلفل، الصلصات الحارة) الصلصات والتوابل الجاهزة

✅ أطعمة مفيدة يمكن إدراجها: 

  • أطعمة مضادة للالتهاب ومناسبة للكلى: التوت (أزرق، فراولة، توت العليق) زيت الزيتون
  • الأسماك الدهنية مثل السلمون (غنية بالأوميغا 3 ومضادات الأكسدة) - أطعمة غنية بالألياف: تساعد في الوقاية من الإمساك، والذي قد يضغط على المثانة ويزيد الانزعاج البولي

نظام غذائي غني بالنباتات: توصي إرشادات KDIGO للمرضى بتناول المزيد من: 

  • الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البقوليات، البروتين النباتي، الدهون الصحية
  • ومن المهم الابتعاد عن اللحوم المصنعة والأطعمة فائقة المعالجة، التي قد تزيد من حموضة الجسم.
  • تختلف الاستجابة من شخص لآخر، وما يُفيد مريضًا قد لا يُناسب آخر.
  • ملاحظة: تختلف الاستجابة من شخص لآخر، وما يُفيد مريضًا قد لا يُناسب آخر.
  • تنسيق بين الممرضين وأطباء الكلى والأخصائيين الاجتماعيين دعم لعائلات المرضى ومقدمي الرعاية
  • الحرص على تناول كميات كافية من السوائل، حسب توصيات الطبيب، لتفادي الجفاف وتعزيز صحة الكلى.

تبقى الاستشارة الغذائية الفردية مع اختصاصي تغذية سريرية خطوة أساسية لتكييف النظام الغذائي 

💧 أهمية الترطيب 

الترطيب الجيد يساعد على تخفيف تركيز البول وتقليل التهيج. لكن في مرضى الكلى.

يجب أن يكون الترطيب مخصصًا حسب الحالة الصحية:  

  • في المراحل المبكرة، يُنصح بشرب كمية معتدلة من السوائل.
  • في المراحل المتقدمة (المرحلة 4-5)، قد تكون هناك قيود على كمية السوائل (<1.5 لتر يوميًا) خاصةً في حالات احتباس السوائل أو قلة التبول.

⚖️ إدارة الإلكتروليتات من خلال التغذية مرضى الكلى يعانون من اضطرابات في توازن المعادن مثل: الصوديوم (الملح): يجب تقليله إلى أقل من 2300 ملغ يوميًا لتفادي ارتفاع الضغط والتورم. البوتاسيوم: بعض الفواكه والخضار غنية به ويجب تحديد الكمية بناءً على فحوصات الدم. الفسفور: تجنب الأطعمة المعالجة مثل الجبن المصنع، المشروبات الغازية الداكنة، والمعلبات المضاف إليها الفوسفات.

 
نصائح عملية لمرضى الكلى: 

  • خطط وجباتك باختيار أطعمة قلوية قليلة الحموضة مثل الخضار والبروتينات الخفيفة.
  • اتبع خطة ترطيب شخصية لتجنب الجفاف أو احتباس السوائل.
  • استشر اختصاصي تغذية لتحديد الأنسب لك حسب تحاليلك.

🩺 متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟ استمرار أو زيادة الحرقة أثناء التبول وجود دم في البول الحمى أو القشعريرة أو ألم أسفل الظهر صعوبة في التبول

📌 الخلاصة: حرقة البول تُعد من الأعراض المزعجة لمرضى الكلى المزمنة، لكن بعض التغييرات الغذائية والحرص على الترطيب المناسب قد تخفف من هذه الأعراض وتحسن جودة الحياة. استشر دائمًا الطبيب أو أخصائي التغذية لوضع خطة مناسبة لحالتك. 

 

 المراجع: :

  1. Kovesdy CP. Epidemiology of chronic kidney disease: an update 2022. Kidney Int Suppl (2011). 2022 Apr;12(1):7-11. doi: 10.1016/j.kisu.2021.11.003. Epub 2022 Mar 18. PMID: 35529086; PMCID: PMC9073222.
  2. KDIGO 2024 Clinical Practice Guideline for the Evaluation and Management of Chronic Kidney Disease. Kidney International. 2024;105(4S):S117-S314. doi:10.1016/j.kint.2023.10.018.
  3. Chronic Kidney Disease: Role of Diet for a Reduction in the Severity of the Disease. Naber T, Purohit S. Nutrients. 2021;13(9):3277. doi:10.3390/nu13093277.
  4. Mehta P, Leslie SW, Reddivari AKR. Dysuria. [Updated 2023 Nov 12]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK549918/
  5. Nutritional Management of Chronic Kidney Disease. Kalantar-Zadeh K, Fouque D. The New England Journal of Medicine. 2017;377(18):1765-1776. doi:10.1056/NEJMra1700312.
  6. Plant-Based Diets to Manage the Risks and Complications of Chronic Kidney Disease. Carrero JJ, González-Ortiz A, Avesani CM, et al. Nature Reviews. Nephrology. 2020;16(9):525-542. doi:10.1038/s41581-020-0297-2.

  This article was written By Fatema Naser Eldeen

Scroll to Top